في خطوة تثير التساؤلات حول جدوى المشاركات الخارجية، شارك وزير الصحة في الاجتماع الأفريقي رفيع المستوى حول التمويل المحلي للصحة، المنعقد على هامش القمة الإفريقية.
بحسب بلاغ نشرته وزارة الصحة، ناقش رؤساء الدول ووزراء الصحة تجارب الدول الإفريقية في تعزيز التمويل الذاتي للصحة، وأهمية الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأدوية والتجهيزات الطبية. يرى مراقبون أن هذه النقاشات تأتي في وقت تعاني فيه تونس من نقص حاد في الأدوية وتدهور في الخدمات الصحية، مما يثير الشكوك حول قدرة هذه الاجتماعات على إحداث تغيير ملموس على أرض الواقع.
وتم خلال الاجتماع تقديم مقترحات عملية لتحقيق الأمن الصحي الإفريقي، مثل تطوير شراكات إقليمية لإرساء صناعة دوائية إفريقية قادرة على تلبية الاحتياجات المحلية، والاستثمار في الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي. يبقى السؤال: هل ستتمكن تونس من الاستفادة من هذه المقترحات في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها؟
كما شدد الحضور على ضرورة تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والتعاون الإفريقي المشترك لتحقيق السيادة الصحية بعيدا عن الارتهان للمساعدات الظرفية. وأكد وزير الصحة مصطفى الفرجاني على ضرورة التعويل على القدرات الذاتية لدول القارة. لكن يبقى التحدي الأكبر هو كيفية ترجمة هذه التصريحات إلى أفعال ملموسة في ظل غياب رؤية واضحة واستراتيجية فعالة.