بدأت محاكمة إبراهيم العويساوي، التونسي المتهم بتنفيذ هجوم كاتدرائية نيس، أسبوعها الثاني وسط اعترافات مؤلمة من رجال الشرطة الفرنسية.
أدلى أحد ضباط الشرطة البلدية الذين تدخلوا بسرعة عقب الهجوم الذي وقع في 29 أكتوبر 2020، بشهادته أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس، قائلا: “لم أعد أعيش بسلام، فليست المسألة متى سيحدث الهجوم، بل كيف أستعد له”. شهد الهجوم وفاة ثلاثة أشخاص: نادين ديفيلرز، سيمون باريتو سيلفا، وفنسنت لوكيس، الذين قتلوا بسكين مطبخ داخل الكاتدرائية.
الضحايا، الذين أصيبوا بجروح من قبل المتهم البالغ من العمر 21 عاما، لا يعتبرون أنفسهم أبطالا بل يعبرون عن صدمتهم المستمرة، حيث ترفض أسرهم كشف هويتهم خوفا على سلامتهم.
وصف أحد الشهود “النظرة السوداء والكراهية” التي رأوها في عيون المتهم، مشيرا إلى أنه “ألقى بنفسه عليهم” بسكينه قبل أن يتمكن رجال الشرطة من السيطرة عليه. فيما قال آخر: “لقد انتظرنا بكل شغف”.
أحد الشهود، وهو ضابط سابق، تحدث عن التأثيرات النفسية العميقة لهذا الهجوم، قائلا: “أشعر بغضب كبير وخوف دائم، وتحولت حياتي إلى كابوس”. ورغم تلقي الشرطة إشادة لسرعة استجابتها، يواجه رجال الأمن صعوبات في إعادة بناء حياتهم.
وفي اليوم الثاني للمحاكمة، صرح إبراهيم العويساوي أمام المحكمة قائلا إنه “من المشروع” قتل من يستهدف المسلمين. وقد أشار محاميه إلى أهمية تصريحات موكله بعد أربع سنوات من الصمت، لكن تعرضت تلك التصريحات لسخط من ذوي الضحايا.
انتقد البعض موقف العويساوي، مشددين على أنه “يستمر في جهاده حتى داخل قفص الاتهام”، في إشارة إلى عدم اعترافه بالأحداث التي تسببت في مقتل الضحايا. ومع استمرار المحاكمة، يتوقع أن تصدر المحكمة حكمها في 26 فيفري.