في خطوة غير مسبوقة، حاصرت عشرات القوارب التابعة لمزارعين من الاتحاد الوطني للمزارعين “كولديريتي” سفينة محملة بزيت الزيتون التونسي في ميناء تشيفيتافيكيا الإيطالي.
أقيمت المظاهرة احتجاجا على الواردات التونسية من زيت الزيتون، والتي يعتقد المزارعون أنها تهدد الاستقرار الاقتصادي للسوق الإيطالي. يباع لتر الزيت التونسي بسعر منخفض يبلغ حوالي 5 يوروات، بينما يتجاوز سعر اللتر المحلي 9 يوروات. وقد استنكر كولديريتي الاتحاد الأوروبي لعدم اتخاذه إجراءات فعالة لحماية المزارعين الإيطاليين من المنافسة غير العادلة.
يقول المزارعون إن استيراد زيت الزيتون من تونس يعزز المضاربات ويقود إلى إنتاج زيوت مزيفة تحمل علامة إيطالية. ويشير المزارعون إلى أن من ينتجون الزيوت ذات الجودة المرتفعة من الزيتون الإيطالي يواجهون تحديات كبيرة لتلبية الأسعار المرتفعة. ويعبر كولديريتي عن قلقه من أن شراء الزيت الأجنبي يهدف إلى تضخيم الأرباح على حساب المنتجين المحليين.
كما أن الاتحاد الأوروبي يواجه انتقادات شديدة بسبب ما يعتبره تفضيلا للواردات التونسية، وفقا لاتفاقية موقعة عام 2016، والتي تم تعديلها في 2019 لتسمح باستيراد 56.700 طن من زيت الزيتون البكر الممتاز سنويا دون رسوم جمركية. ومن جانبهم، أفاد المزارعون أن تونس تطبق قواعد أقل صرامة بشأن استخدام المبيدات وحقوق العمال.
تعتبر إيطاليا واحدة من أكبر مستوردي زيت الزيتون، حيث استوردت 223 ألف طن في العام الماضي من عدة دول، منها إسبانيا وتونس واليونان. بينما ينتج في إيطاليا حوالى 230 ألف طن فقط من الزيت سنويا، مما يجعل السوق بحاجة ماسة للاستيراد لتلبية متطلبات الاستهلاك المحلي.
وبالحديث عن إنتاج تونس، فقد استطاعت البلاد زيادة إنتاجها إلى 325 ألف طن هذا العام، مما يزيد التحدي أمام المنتجين الإيطاليين الذين يعانون من آثار الجفاف وارتفاع درجات الحرارة. يتوقع المزارعون الإيطاليون أن تؤثر هذه الظروف على إنتاجهم، مما يبرز حاجة السوق إلى حماية أكبر.