تحذر تقارير إخبارية من تنامي نفوذ عصابات المخدرات في فرنسا، مما يثير مخاوف من تحول البلاد إلى ما يشبه المكسيك، حيث تسيطر الكارتلات على مناطق واسعة.
أدت حروب العصابات بين شبكات الاتجار المتنافسة إلى مقتل 110 أشخاص في العام الماضي، مما أثار قلق الأسر الفرنسية إزاء تصاعد العنف الذي يهدد مستقبل شبابها. مثال على ذلك، جريمة قتل آزاد بوداك البالغ من العمر 15 عاما، والتي تم تصويرها ونشرها على تيليجرام، مما أثار صدمة واسعة في مدينة بيزانسون.
روت سيما بوداك، والدة الضحية، مدى الألم الذي تعانيه بعد مرور عامين على الحادث، مشيرة إلى الإحساس بالعجز والغضب بسبب عدم العثور على قاتل ابنها. تتساءل بوداك عما إذا كان ابنها هدفا مباشرا أم مجرد ضحية عرضية، وتعبر عن استغرابها من عدم إحراز المحققين أي تقدم في القضية رغم وقوع الجريمة في منطقة مزدحمة.
وفقا لوزير الداخلية الفرنسي، بلغ عدد القتلى في حروب العصابات المرتبطة بالمخدرات 110 أشخاص العام الماضي، بالإضافة إلى 341 جريحا. يحذر برونو ريتيللو من أن عصابات المخدرات أصبحت أكثر قوة وعنفا، ويشير إلى خطر تحول فرنسا إلى “مكسيك جديدة”، في إشارة إلى الكارتلات التي تسيطر على مساحات شاسعة من المكسيك.
تأتي هذه التحذيرات بالتزامن مع حملة إعلانية تلفزيونية جديدة تهدف إلى توعية الجمهور بمخاطر استهلاك المخدرات، وتوضيح العلاقة بين تعاطي الكوكايين في الحفلات والعنف المرتبط بالمخدرات الذي يطال الشباب. تهدف الحملة إلى كسر الصورة النمطية التي تعتبر مستخدمي المخدرات ضحايا فقط، والتأكيد على مسؤوليتهم عن العواقب الوخيمة لتلك الممارسات.
يشير وصول كميات غير مسبوقة من المخدرات، وخاصة الكوكايين، من أمريكا الجنوبية إلى تفاقم المشكلة. ففي العام الماضي، ضبطت الشرطة الفرنسية 53.5 طنا من الكوكايين، مقارنة بـ 23.2 طنا في عام 2023. هذا التدفق أدى إلى تغيير في طبيعة تجارة المخدرات في فرنسا، حيث لم تعد مرسيليا، المعروفة بتاريخها في تهريب المخدرات، تحتكر هذا النشاط.
تقول إيفانا أوبرادوفيتش، نائبة مدير المركز الفرنسي لمراقبة المخدرات وإدمان المخدرات: “في السابق، كانت تجارة المخدرات تدار من قبل منظمات إجرامية كبيرة في عدد قليل من المدن الكبرى. أما الآن، فقد أصبحت مجزأة ونواجه عصابات في المدن الصغيرة والمتوسطة الحجم”.