تجاهل تونس لتهنئة أحمد الشرع بتوليه رئاسة المرحلة الانتقالية في سوريا يثير الإشاعات حول العلاقات المرتبكة بين البلدين.
في تقرير له حول العلاقات التونسية السورية بعد سقوط نظام الأسد، أشار موقع قناة الحرة إلى أنه “خلافا للعديد من العواصم العربية، لم ترسل تونس أي رسالة تهنئة إلى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع الذي عين لقيادة المرحلة الانتقالية منذ أواخر يناير الماضي.”
وأحدث بيان وزارة الخارجية التونسية في 9 ديسمبر الماضي، الذي تضمن تعديلا لموقفها تجاه الوضع في دمشق، جدلا، حيث فضل التركيز على سلامة التراب والاستقرار السوري.
رغم حاجة تونس للتنسيق مع الإدارة السورية الجديدة بشأن ملف المقاتلين، فإن عدم الانخراط في التهاني يعكس عمق الانشغالات والاعتبارات الدبلوماسية.
تريث دبلوماسي
فيما اعتبر المحلل السياسي مراد علالة أن التريث هو السمة الرئيسية للسياسة الخارجية التونسية، أكد أن عدم تهنئة أحمد الشرع هو تواصل لموقف تونس المحتاط، مشيرا إلى ضرورة توازن العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.
من المتوقع أن تتطور العلاقة بين البلدين في المستقبل، لكن هذا لن يحدث دون معالجة القضايا العالقة بين الطرفين.
في ظل قيس سعيد، استأنفت تونس العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في عام 2023 بعد فترة طويلة من القطيعة بسبب الاحتجاجات ضد نظام الأسد.
توجسات تونسية
أوضح المحلل صلاح الدين الجورشي أن تونس ما زالت تحتفظ بشكوك حيال النظام الجديد وقلقها من استخدام عناصر تونسية كانت قد انضمت لجماعات متطرفة.
وأشار الجورشي إلى أن التصور الرسمي كان متوقعا بعد صدور تغييرات في المشهد السياسي في سوريا، مما أحدث حالة من التخوف في تونس.
فجوة في العلاقات
أوضح المحلل خالد الكرونة أن تونس لا يمكنها مدح القادة الجدد في سوريا بسبب ما تعتبره مؤامرة دولية كبيرة ضد البلاد، مما عكس عدم الثقة في مستقبل العلاقات.
كما أشار إلى التنسيق الأمني المأمول بين البلدين لمواجهة الغموض الذي يكتنف الوضع في سوريا.
في خطوة ذات جانب أمني، قامت السلطات التونسية بتحديد إجراءات لتفصل حركة الطيران القادمة من تركيا، تخوفا من احتمالية عودة مقاتلين من سوريا، مما يعكس قلقها من التأثيرات السلبية للأحداث.
المصدر : موقع قناة الحرة