في إطار التحولات السياسية التي تشهدها سوريا، أبرز موقع قناة الحرة تجاهل تونس تهنئة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع.
في تقرير نشره موقع قناة الحرة، أفاد مراسله زيد الزايدي أن تونس لم ترسل بعد أي رسالة تهنئة إلى أحمد الشرع، الذي تم تعيينه لقيادة المرحلة الانتقالية في البلاد منذ أواخر يناير الماضي، خلافا لمواقف العديد من العواصم العربية.
آخر بيان رسمي من وزارة الخارجية التونسية كان في 9 ديسمبر، حيث عدلت فيه من موقفها تجاه الوضع في دمشق، مؤكدة على ضرورة سلامة التراب والاستقرار السوري بعد ادانتها لـ”الهجمات الإرهابية” في شمال سوريا.
وعلى الرغم من الحاجة الملحة للتنسيق بين السلطات التونسية والإدارة السورية الجديدة بشأن ملف المقاتلين التونسيين الذين شاركوا في النزاع هناك منذ ثورة 2011، فإن عدم تهنئة هذه الإدارة أثار تساؤلات حول خلفيات هذا الموقف.
توجهات cautious
المحلل السياسي مراد علالة اعتبر أن السياسة الخارجية لتونس تتسم بالتريث والابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، موضحا أن عدم تهنئة تونس لأحمد الشرع يعكس موقفها السابق الذي أدان الهجمات الإرهابية في شمال سوريا، مشددا على أنه من الصعب تغيير الموقف بشكل جذري.
وأشار علالة إلى أهمية العلاقات المستقبلية بين تونس وسوريا، بغض النظر عن الأنظمة السياسية، نظرا للاحتياجات الإقليمية والدولية ونقاط التلاقي التاريخية بين البلدين.
في عهد الرئيس قيس سعيد، أعادت تونس علاقاتها الدبلوماسية رسميا مع سوريا في عام 2023 بعد قطيعة استمرت لأكثر من عشر سنوات، احتجاجا على قمع النظام للاحتجاجات. كما شهدت القمة العربية لقاء بين سعيد والأسد في مايو 2023، مما يعد خطوة معقدة في استعادة العلاقات.
شكوكي وعدم الثقة
المحلل صلاح الدين الجورشي أشار إلى أن لدى تونس شكوك في قدرة النظام الجديد على التعامل بشكل إيجابي، مشددا على المخاوف من التونسيين العائدين من سوريا الذين قد يشكلون تهديدا للأمن الوطني.
أضاف الجورشي أن تونس فوجئت بتولي مجموعات تم اعتبارها إرهابية السلطة في دمشق، مما أدى إلى تعزيز “حالة التحفظ” في الموقف الرسمي التونسي.
فجوة عميقة
المحلل خالد الكرونة اعتبر أن تونس لا يمكنها أن تغدق الثناء على حكام سوريا الجدد، مستندا إلى belief بمؤامرة دولية ضد سوريا. كما حذر من فقدان تونس لفرصة الاستفادة من المعلومات حول الجهاديين التونسيين في سوريا، مما يزيد من الفجوة بين الدولة التونسية وأحداث المستقبل الغامضة في سوريا.
وأقرت السلطات التونسية في يناير إجراءات أمنية جديدة تهدف إلى الفصل بين الرحلات الجوية القادمة من تركيا ومحطة مطار قرطاج، وهي خطوة اعتبرها المراقبون جزءا من سياسة الوقاية لمنع عودة مقاتلين كانوا في سوريا.
المصدر… موقع قناة الحرة