في أسابيعه الأولى في الرئاسة، تظهر ملامح خطة ترامب لإعادة تشكيل النظام العالمي.
بعد مشادة في المكتب البيضاوي مع رئيس أوكرانيا، تبدو نية الرئيس ترامب واضحة في الاتجاه نحو نظام عالمي جديد.
تشير تحركاته إلى تبني رؤية تتماشى مع فكر تاكر كارلسون وجيه دي فانس، اللذين يرون أن أمريكا تعاني من تدهور لم تعد معه قادرة على قيادة الغرب أو الدفاع عنه.
تتجلى الاستراتيجية في رؤية طويلة الأمد للانعزاليين الأمريكيين، التي تتمثل في السماح للصين بالتفوق في المحيط الهادئ، وروسيا بالتوسع في أوروبا، مع الإبقاء على سيطرة الولايات المتحدة في الأمريكتين. حيث يظل الشرق الأوسط مصدر قلق ونزاع، على الأقل حتى يتوصل ترامب لاتفاق نووي مع إيران. كل هذا يشير إلى عودة إلى المنافسة التاريخية بين القوى الكبرى، والتي كانت سائدة قبل الحرب العالمية الثانية.
في الواقع، ليست هذه إعادة بناء لنظام جديد كما يطرح، بل هي عودة إلى عالم قديم يحمل مخاطر كبيرة. ترامب نفسه قد لا يصرح بذلك، ولكن بعض المفكرين حوله يؤكدون على ذلك. إذ وصف إلبريدج كولبي، المرشح لتولي مهمة الاستراتيجية في البنتاغون، ضرورة ترك الولايات المتحدة لأوروبا والشرق الأوسط للتركيز على منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
كما أضاف كولبي أن على كوريا الجنوبية أن تكون جاهزة للدفاع عن نفسها، مشيرا إلى أن “تايوان ليست ذات أهمية وجودية بالنسبة لأمريكا”، على عكس ما يتم التصريح به من قبل القيادة بشكل علني.