تم الكشف عن مخاطر غير متوقعة تتعلق بنظام الفنادق الشاملة كليا على الصحة العقلية للسائحين. أجرى علماء في جامعة توبنغن الألمانية دراسة تؤكد أن الإفراط في تناول السكريات والدهون الذي يتميز به هذا النظام يمكن أن يؤدي إلى تغييرات سريعة في الدماغ تجعل الأشخاص الأصحاء يتصرفون مثل البدناء.
يشير الباحثون إلى أن تناول كميات كبيرة من الطعام، خاصة الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، لعدة أيام يمكن أن يسبب تغيرات سريعة في التفكير. ومن ثم، يصبح من الصعب على هؤلاء الأشخاص إنقاص وزنهم عند عودتهم إلى منازلهم بعد العطلة. كما أضافوا أن التأثير النفسي لاستهلاك الأطعمة الدهنية والسكرية قد يدوم لفترة أطول مقارنة بأي أعراض جسدية. علاوة على ذلك، تتعرض وظائف الدماغ لأضرار حقيقية وتستمر هذه التغيرات لفترة أطول مما يستغرقه الجسم للعودة إلى طبيعته.
قالت البروفيسورة ستيفاني كولمان التي قادت البحث: “استمرت التغيرات في الدماغ حتى بعد انتهاء فترة الاستهلاك. وتشير البيانات إلى أن استجابات الدماغ والسلوك تشبه تلك لدى الأشخاص البدناء، حيث تحدث التغيرات قبل أن يظهر أي زيادة في الوزن.”
تفاصيل الدراسة:
شمل البحث 18 شابا بصحة جيدة تم وضعهم على حمية غذائية عالية السعرات الحرارية مليئة بالأطعمة الحلوة والدهنية مثل الشوكولاتة والكعك والبسكويت. وبلغ الهدف من هذه الحمية زيادة استهلاكهم بمقدار 1500 سعرة حرارية إضافية. وعلى الرغم من أن المشاركين لم يكتسبوا أي وزن في البداية، إلا أن أدمغتهم أظهرت تغيرات كبيرة.
وأوضح الباحثون أن هؤلاء الشباب أظهروا زيادة في مقاومة الأنسولين عقب انتهاء فترة النظام الغذائي، مما أدى إلى تغييرات في سلوك الشهية وقدرتهم على التحكم في إحساسهم بالجوع. وقد أشاروا إلى أن تعرض الدماغ لمستويات مرتفعة من السكر يمكن أن يؤثر على شعور الإنسان بالشبع، مما قد يسهم بدوره في زيادة الوزن على المدى الطويل.
تسليط الضوء على هذا البحث يشير إلى أن التغييرات القصيرة المدى في الأنظمة الغذائية يمكن أن تؤدي إلى آثار دائمة على الدماغ، ما يستدعي الانتباه للأساليب الغذائية التي تتبع أثناء العطلات وأثرها على الصحة العقلية والجسدية.