في خطوة جريئة تعكس التطلعات المستقبلية للتواصل بين القارتين، حصلت شركة Herrenknecht Ibérica الإسبانية على عقد لدراسة جدوى مشروع النفق الذي سيربط بين المغرب وإسبانيا.
يرمي المشروع إلى إقامة نفق يربط طنجة المغربية ببونتا بالوما في إسبانيا، وتقدر تكلفة إنجازه بحوالي 6 مليارات يورو. من المنتظر أن تنتهي دراسة الجدوى بحلول جوان 2025.
عند تشييده، سيعمل هذا النفق على تقليص زمن السفر بشكل كبير بين أفريقيا وأوروبا، مما يتيح التنقل الفعلي بين القارتين في دقائق قليلة.

علاوة على ذلك، خصصت الحكومة الإسبانية ميزانية إضافية لمواصلة مشروع النفق عبر مضيق جبل طارق، الذي تديره “الشركة الإسبانية للدراسات المتعلقة بالاتصال الثابت عبر مضيق جبل طارق” (Secegsa).
وكشفت تقارير إسبانية أن الحكومة وافقت على استثمار حوالي 500 ألف يورو لشراء أجهزة قياس الزلازل من شركة أميركية، والتي ستستخدم لمراقبة النشاط الزلزالي في المنطقة حيث من المفترض أن يمر الرابط بين القارتين.
تمثل هذه المبادرة أول دراسة لقياس المخاطر الزلزالية في المنطقة منذ عشر سنوات، وتعتبر خطوة هامة لتسريع وتيرة إنجاز المشروع الذي سيكون علامة فارقة في تاريخ الربط بين أوروبا وإفريقيا.
تاريخ طويل من الطموحات
تعود فكرة إنشاء هذا النفق إلى السبعينات من القرن الماضي، مع محاولات متعددة لدراسة جدوى المشروع. ولكن فعليا، بدأت جهود أقل من 20 عاما في عام 2007 عند تقديم دراسة جدوى شاملة من قبل شركات هندسية متعددة الجنسيات.
شهدت السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا من الحكومة الإسبانية، حيث تم تخصيص ميزانية لدعم الدراسات الفنية المتعلقة بالنفق الذي سيمتد على مسافة 13 كيلومترا، كما حصل المشروع على دعم مالي من الاتحاد الأوروبي.
التعاون الأمريكي
في عام 2023، تم توقيع مذكرة تفاهم بين “المؤسسة الإسبانية للدراسات المتعلقة بالاتصال الثابت عبر مضيق جبل طارق” و”هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية”، لدراسة التحديات الجيوفيزيائية المتعلقة بالمشروع.
تشكل النشاطات الزلزالية في مضيق جبل طارق تحديا ملحوظا، حيث أظهرت دراسات سابقة خطر حدوث زلازل في المنطقة. ينتظر أن تنتهي الدراسات الهندسية خلال عام 2026، تحت إشراف شركة “إينيكو” الإسبانية.
تقدر التكلفة الإجمالية للمشروع بين 5 و10 مليارات دولار، مع توقعات بتمويل مشترك من إسبانيا والاتحاد الأوروبي والمغرب. بعد الانتهاء من الدراسات، سيبدأ العمل على الخطط التفصيلية لإنشاء النفق، الذي سيتطلب تقنيات بناء معقدة.
الموقع الرسمي لإنجاز المشروع لا يزال غير محدد، لكن التوقعات تشير إلى إمكانية الانتهاء منه قبل تنظيم بطولة كأس العالم المشتركة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال في عام 2030.